المحتوى المدفون

ما هو المحتوى المدفون؟

لو قمت بكتابة تدوينة ونشرها اليوم، على سبيل المثال، فإنها ستظل نشطة لفترة من الزمن، حسب موضوعها، ونشاطها على محركات البحث، لكن بعض مضي فترة زمنية أطول، يخبو وهجها، وتنطفئ، قبل أن يطويها النسيان، مالم ياتي أحد ويتم استدعاؤها.

هذا هو المحتوى المدفون، الميت، إنه محتوى غير نشط، وبالتالي مدفون، نتيجة عدم استدعائه أو إعادة تنشيطه، وليس المقصود بالمحتوى، المحتوى في شكل نصوص، إنما يشمل المقاطع الصوتية، والفيديو.

وهذا المحتوى المدفون، يمثل كماً كبيراً ومهماً في شبكة الإنترنت! وهو في الغالب محتوى مفيد، لكن ثمة مجموعة من العوامل جعلت منسياً أو مدفوناً، ويحتاج لمن ينفذ عنه الغبار.

 

ما هي أسباب تحول المحتوى، لمحتوى مدفون؟

لو سالت نفسك، ما الذي لا يجعلك تصل أثناء بحثك لهذا المحتوى، بالرغم من تأكدك من وجود هذا المحتوى، فلقد قرأت او شاهدت او استمعت لهذا المحتوى!

العنوان أو التسمية

العنوان هو أحد المعايير المهمة التي تعتمد عليها محركات البحث، في الوصول للنتائج، وفي حال لم يكتب العنوان بالشكل الذي يوجد العلاقة بينه وبين موضوع البحث، سيكون من الصعب الوصول للنتائج المطلوبة.

هذا المشكلة، تعتبر بسيطة فيما يخص المحتوى النصي، حيث إن محركات البحث لم تعد تعتمد العناوين فقط، بل أنها تتعرف على النصوص والعناوين الجانبية وبقية أجزاء المقالة ثم تحدد هويتها العامة.

المشكلة مع المحتوى المرئي والمسموع، والذي مالم يتم اختيار العنوان المناسب له، سيكون من الصعب الوصول إلى النتيجة المطلوبة.

سباق المرتبة الأولى

هناك سباق محموم للتمترس في المراتب الاولى بمحركات البحث، وذار هنال من يعرفون بخبراء SEO، وهو فن استهداف محركات البحث، يسعون بجهد لأن تكون صفحات مواقعهم في أوائل نتائج محركات البحث، أما فيما يخص المحتوى المرئي -في اليوتيوب على وجه الخصوص- فهم يعرفون كيف يقتنصون المواضيع الجذابة والصور البارزة، دون الاهتمام بجودة المحتوى أو مقدار الفائدة أو حتى بدقة المعلومة وأصالة المصادر.

هذا الأمر ينعكس سلبياً على الموضوعات ذات الحظ الاقل في محركات البحث!

 

محاولة الإنعاش

كيف يمكن إنعاش هذا المحتوى، ونفض الغبار عنه؟

هناك اكثر من وسيلة وفكرة يمكن من خلالها إنعاش هذا المحتوى، وبالتالي إعادة إحيائه من جديد. زسنعرض فيما يلي لمجموعة من الأساليب والأفكار.

استخدام النص التشعبي

النص التشعبي هو أحد ميزات الإنترنت المهمة، والتي يمكن خلالها استدعاء المحتوى القديم. بحيث يمكن تضمين عنوان المحتوى القديم، ضمن مادة المحتوى الجديد والذي يتحدث في ذات الموضوع، أو على علاقة به، أو يقوم على تقديم شرح أو معلومات تفصيلية لاحد الأجزاء.

المشاركة

المشاركة تعتبر أحد عمليات إعادة نشر رابطٍ على إحدى الصفحات بوسائل التواصل الاجتماعي، وهو من أحد وأهم طرق إحياء المحتوى الرقمي المدفون.

ولابد أن يلاقي هذا المحتوى من يعجب به ويتفاعل معه، إما بالاطلاع، او إعادة المشاركة.

إعادة النظر للمحتوى الرقمي

هناك بعض الموضوعات، يمكن إعادة النظر إليها من خلال إعادة نشرها والترويج لها. على سبيل المثال المحتوى الذي يتناول الشخصيات، أو التسجيلات والسيرة، أو الأحداث، إذ يمكن استخدامها لإعادة إحياء الأحداث والتعريف بها.

هذا يشمل المحتوى الذي يقدم موضوعات ذات طبيعة خدمية او تعليمية.

المكان اللائق للمحتوى الجيد

يمكن إعادة نشر المحتوى القديم، أو المدفون، والذي قد نجده منشوراً بطريقة غير جذابة، من خلال تنسيقه ومراجعهته، وإخراجه بشكل جذاب.

لأنك بذلك يمكنك إعادة احياء المحتوى الرقمي المدفون بشكل أكثر جمالًا ليظهر وكأنه تمت كتابته بالأمس القريب.

 

ماذا بعد؟

في كل يوم يزيد حجم هذا المحتوى، ويتسع ومالم لم نفكر في الاستفادة منه وإنعاشه، سيكون هذا المحتوى غير مستفاد منه، مدفون، وسريعاص سيكون محتوى ميتاً!!

هذه دعوة لإنعاش ما تعرف من محتوى جيد، يمكن الاستفادة من إعادة نشره!!!

______________________

هذه التدوينة كتبت بالاعتماد على سلسلة (معضلات رقمية) لـ”عمر الحمدي”، والتي نشرت بموقع: عالم التقنية.

أضف تعليق

قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑